المشاركات

المكاتب الصامتة مقابل المكاتب المفتوحة: أيهما أفضل لراحة الموظف؟

صورة
شهدت بيئات العمل خلال العقود الماضية تحولات كبيرة في تصميم المكاتب، حيث انتقلت العديد من المؤسسات من المكاتب التقليدية المغلقة إلى المكاتب المفتوحة التي تشجع على التفاعل والتواصل. ورغم ذلك، عاد النقاش من جديد حول ما إذا كانت المكاتب المفتوحة تحقق فعلاً راحة وإنتاجية الموظف أم أنها تخلق بيئة مليئة بالضوضاء والضغط النفسي. في المقابل، يبرز اتجاه جديد نحو “المكاتب الصامتة” التي تضع الراحة النفسية والهدوء في مقدمة أولوياتها. هذا الجدل يطرح سؤالًا مهمًا: أي النموذجين أكثر ملاءمة لراحة الموظف وإنتاجيته؟ أولاً: المكاتب المفتوحة – الشفافية أم الفوضى؟ مميزات المكاتب المفتوحة: سهولة التواصل: إزالة الحواجز بين الموظفين تجعل تبادل الأفكار أسرع. تعزيز العمل الجماعي: تزيد من فرص التعاون بين الفرق. تكلفة أقل: مقارنة بالمكاتب المغلقة، تعتبر المكاتب المفتوحة أكثر توفيرًا من ناحية البناء والصيانة. إحساس بالانتماء: غياب الجدران يوحي بمزيد من الشفافية والمشاركة. التحديات والعيوب: الضوضاء المستمرة: المحادثات، رنين الهواتف، والحركة المستمرة تسبب تشتتًا كبيرًا. قلة الخصوصية: صعوبة إجراء محادثات...

مراجعة منهجية حول الصراع بين العمل والأسرة (Work-Family Conflict)

صورة
الصراع بين العمل والأسرة، المعروف بالـ Work-Family Conflict (WFC)، أصبح من أبرز القضايا التي تؤثر على رفاهية الموظفين وإنتاجيتهم في بيئات العمل الحديثة. يشير هذا المفهوم إلى الصعوبة التي يواجهها الأفراد في التوفيق بين متطلبات العمل والمسؤوليات الأسرية، حيث يمكن أن يؤدي الضغط في أحد المجالين إلى التأثير السلبي على الآخر. في ظل زيادة ضغوط العمل وتطور بيئة العمل الرقمية، أصبحت دراسة هذا الصراع ضرورية لفهم كيفية تحسين توازن الحياة العملية والشخصية، وتقليل التأثيرات السلبية على الصحة النفسية والجسدية للموظفين. تشير الدراسات إلى أن الصراع بين العمل والأسرة ليس مجرد قضية فردية، بل مرتبط بالثقافة التنظيمية، ونوع العمل، والدعم الاجتماعي، والسياسات المرنة في مكان العمل. كما أنه يؤثر بشكل مباشر على رضا الموظف، والالتزام الوظيفي، ومستوى الأداء، ويزيد من احتمالية الإرهاق النفسي والبدني. تعريف الصراع بين العمل والأسرة يعرف الصراع بين العمل والأسرة بأنه حالة يحدث فيها التنافر بين الأدوار المختلفة للفرد، بحيث تتعارض متطلبات العمل مع الالتزامات الأسرية. ويمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسيين: الصراع من العمل ...

مفهوم الرفاهية الرقمية في أماكن العمل الحديثة: التحديات والاستراتيجيات بعد كوفيد-19

صورة
في عالم تتسارع فيه الابتكارات التقنية، أصبحت بيئة العمل الحديثة تعتمد بشكل شبه كامل على الأدوات الرقمية والتواصل عبر الإنترنت. هذا التحول الرقمي المتسارع الذي تسارع أكثر خلال فترة جائحة كوفيد-19 أوجد فرصًا هائلة للشركات، لكنه في الوقت ذاته أفرز تحديات جديدة على مستوى الصحة النفسية وجودة الحياة المهنية. هنا ظهر مفهوم الرفاهية الرقمية (Digital Wellbeing) باعتباره إطارًا شاملاً يوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية صحة الأفراد النفسية والجسدية. تهدف هذه المقالة إلى استكشاف مفهوم الرفاهية الرقمية في أماكن العمل، مع التركيز على التحديات التي برزت في مرحلة ما بعد كوفيد-19، وتأثير الإرهاق الرقمي، والاستراتيجيات العملية لتقليل وقت الشاشة والحد من التشتت. كما سنناقش التدخلات التقنية الحديثة مثل تطبيقات اليقظة الذهنية والتكنولوجيا القابلة للارتداء، بالإضافة إلى الدور الحاسم للقيادة في تعزيز ثقافة رقمية صحية. أولاً: ما هي الرفاهية الرقمية؟ الرفاهية الرقمية تشير إلى قدرة الفرد على استخدام التكنولوجيا بشكل متوازن وصحي، بحيث تساهم الأدوات الرقمية في تحسين جودة الحياة بدلًا من استنزافها. ويشم...